كانت الساعة تقترب من التاسعه عندما توقفت العربه أمام بوابة المعسكر الذي
كان يحتل احد أطراف المدينه في غابة كانت متنفس لها فتم تحويلها الي معسكر وقد كانت الحراسه مشدده وبعد
إجراءات أمنيه للتأكد من هوية الأفراد تقدم احد أفراد الحراسه ليفتح الباب وعندما
شاهد المتكنتي قهقه قائلا....المتكنتي ...كيف حالك يا متكنتي...وحال جماعتك حيث
انه لم يلقي نظرة علي الافراد بالعربه وتفاجاء بصوت سعيد كيف حالك تنشد عالـ متكنتي
بس...وصاح به سعيد وهو يضحك افتح الباب ...فقال
متلعثما لم أراك يا سعيد...سالحق بكم الي الداخل بعد انتهاء فترة المناوبه وعرف ان
هذه مجموعة المتكنتي تم ارجاعها وهو يعرفهم جميعا فهم بنفس التشكيل...الباين انكم
تعبانين يا سعيد... وفتح الباب لتتوقف العربة امام قواطع المنامات ليقفز منها
الجميع حاملا مهماته كانت الحجرات مفتوحة الأبواب ومحتوياتها مبعثرة دليلا علي ان
احد عبث بها في غيابهم فقاموا بالبحث عن الموقد الكهربائي وكانت اسلاكه مقطوعه
فقام سعيد بايصالها بسرعه ليوصله بالتيار فقد كانت الليلة بارده فهم في نهاية
فبراير وقد منوا انفسهم في الطريق بحمام ساخن وليلة دافئه بجانب مدفاة الكهرباء التي
اتضح انه تم سرقتها من قبل من قام بفتح الحجرة مع منظومة مرئية واواني للطبخ
والشاي التي قاموا بدفع ثمنها من مرتباتهم وبهذا ضاعت منهم ليلة كانوا يمنون أنفسهم
فيها بقليل من الدف والاستمتاع بمشاهدة احد المسلسلات بعد فترة طويله لم يشاهدوا
فيها التلفاز ...ذهب احدهم للمطعم عله يجد ما يمكنهم تناوله وعاد والخيبة ترافقه
فقد كان المطعم خاليا الا من بعض القطط التي دأبت عالي تناول عشاؤها في فترة
متاخرة من الليل من الفضلات المتبقيه وأخيرا
تمكنوا بعد بحث في الحجرات المجاورة من الحصول علي أدوات الشاي وقاموا باظرام
النار خارج المبني وتجمعوا حولها وتوافد بعض الزملاء محيين ومرحبين يسالون عن الأوضاع
...وما كان المسؤل اعلم من السائل...
حضراحد الضباط وابلغ مجموعة
المتكنتي انه تم تكليفهم بحضيرة النار لدفن زميلهم احمد صباح الغد وعليهم تجهيز
انفسهم والاستعداد عند الساعة العاشرة صباحا وغادر الضابط بعد ان تناول كاس شائ
معهم واستمر وا في جلستهم وطال الحديث والسؤال عن وفاة احمد وكيف حدث ذلك تلك
الليالي البارده وأصوات الرصاص وهدير المدافع وعن بعض المواقف المحزنه او ال طريفه
الي ان سيطر سلطان النوم عل المآقي واصدر أمره للعقول بالتوقف عن التفكير فخلد الجميع للنوم
وغادر أفراد الخفارة الي مواقعهم .
أطلت شمس يوم جديد وكان الجو مشمس علي غير عادة أيام فبراير وخلت
السماء الا من بعض السحب الخفيفه المتفرقه وبوجه عام كان اليوم جميل دافي
...تناولوا قهوة الصباح ...اين المتكنتي ...لم يحضر المتكنتي علي غير عادته حيث
كان ينهض قبل الجميع دائما اتجه عبود الي حجرته طرق الباب برفق فلم يجبه احد كرر
الطرق علي الباب ونادي بصوت عال...انهض ...ياسر نوم...الجو دافي ...و لم يجبه احد
عاد أدراجه الي رفاقه قائلا اعتقد انه نهض باكرا وهو يتجول داخل المعسكر لم يجبني
رغم الطرق علي الباب والنداء وهنا انبري سعيد قائلا لا اعتقد ذلك لقد كان المتكنتي
يشعر بالتذمر ولاحظت ذلك علي ملامحه خلال الأيام الماضيه وقد سمعته يردد أكثر من
مرة انه سيهرب ...وكنت اعتقد انه يمزح ...هل يكون هرب ؟...لا...لا...ربما...ولما
لا...لا...لا اعوذ بالله لايمكن ان يفعلها ...ربما...ولكن ...أريد ان أقول لكم
ربما مات كما مات احمد ...الموت هذه الأيام أصبح يأتي بسرعه البرق...وبدون سابق انذرا...علينا
التأكد من الحجرة واتجهوا الي الحجرة كان المتكنتي يقف وظهره للباب يرتب حاجياته
فباغته الجميع بقهقهة افسدت عليه سكون الصباح جعلته يستدير فزعا واستغرب وقوفهم بالباب وعندما سمع منهم ما حصل ضحك مل شدقيه
قائلا...انا اهرب ...لا لا هذا اخر شئ يمكن ان أفكر فيه في حياتي...انتم لم تعرفوا
المتكنتي بعد يارفاق...سامحكم الله ...اين القهوه...هل جهزتم انفسكم للسفر