سالت الحجارة يوما عن أمانيها
فقالت*** تمنيت إنني في فلسطين فقلت لماذا فقالت
هناك أقاتل هناك أقف ضد الظلم هناك اناظل لعلي الله يغفر لي تخاذلي وتقاعسي في
الماضي وهناك أجد من ينقلني كل يوم إلي مكان وألف مكان هناك أجد من يمرجحني و يحقق
أمنيتي في الطيران هناك أكون ندا لأحدث أنواع الأسلحة التي توصلت إليها عقول من
يطلق غليهم البشر في هذا الكون هناك اكون ندا لتلك المعدات التي تباد بها الشعوب
هناك أقف الي جانب الثكالي والأيتام والأرامل والأطفال الأبرياء وأخيف بانطلاقي من
ماتت في قلوبهم الرحمة والإنسانية ولم يبقى منها سواء اللسان هناك اجد نفيسي واعرف
قيمتي وأقوم بدوري في هذه الحياة..
فقلت*** ولكنك ستفقدين الراحة والترف الذي تعيشين
والهدؤ الذي الفته منذ الاف السنين....
فقلت*** وما فائدة كل ذلك بدون فعل وحركة من مكاني
فانا اعتبر نفسي ميته ولاوجود لي وليس لي اية قيمة في هذه الحياة فما فائدة وجودي
من عدمه اذا لم اقم بواجبي في هذا الكون اذا لم اكن قوة للضعفاء ونصيرة للحق وسلاح
للضعيف لاسترداد حقه وحتي اذا لم استطع ذلك يجب ان اعيش بين المظلومين واقسمهم
همومهم واشد من أزرهم واقوي من عزائمهم وارفع من معنوياتهم...
فقلت*** ولكنك حجارة جماد لايمكن ان يكون لك احساس
او تستطيعي القيام باى شئ..
فقالت***
وهل تعتقد ان عدم شعوري بالإحساس او جمودي يقفان في وجهي ويجعلاني لااقوم
بواجبي تجاه وطني فحرية وطني من حريتي فانا جماد نعم ليس لي لسان نعم لاافكر نعم
ولكن صمت العرب انطقني وسكوتهم فجر صمتي وجعلني افكر بدلا عنهم وخنوعهم حرك قيا
الاحساس والشعور بالنخوة وظلم الغاصب جعل لي اجنحة اطير بها في الهو فان سكت العرب
وسكت انا فمن يزيل عن الوطن البلاء ومن يقف في وجه الاعداء ومن يحمي الاطفال
البؤساء
فقلت*** لقد سلمت جدلا بما تقولين ولكن فلسطين ليست
ارضك اووطنك...
فقالت*** وهل تعتقد ان العروبة تعنيكم انتم بني
البشر فق كلا والف كلا فانا عربية اكثر من أي واجد منكم انتم يامن تسمون عربا
اختلطتم باقوام مختلفة عبر عصور التاريخ
فبردت عروبتكم وقل ولاؤكم لها وخبت الشجاعة في صدوركم وماتت النخوة
فيكم لانكم عرب بالسكن في هذا الوطن فقط
...انما انا عربية منذ الازل لم اختلط باجناس اخرى من الحجارة وهذا وطني منذ خلقت
وقد خلقت قبلكم وقبل ان يخلق ابوكم ادم بملايين السنين فهل بعد هذا تعتقد ان امر
فلسطين لايهمني وما يحصل فوق ترابها
لايخصني ومن خلال حياتي بينكم اتضح لي ان
الظلم لايحرك فيكم ساكنا ونسيتم الغزوات الصليبية المتلاحقة عليكم نسيتم المذابح
والمجازر التي ارتكبت في حق شعوبكم
العربية واغمظتم أعينكم عن ما يجري في فلسطين من تقتيل وتشريد وذبح وتهجير
نسيتم مذابح صبرى وشاتيلا وبحر البقر ودير ياسين
وكفر قاسم ومذبحة الاقصى وقانا
الاولى وقانا الثانية وكم سأعدد لك
نسيتم الجولان وغزة وحيفا ويافا وجينين وطوالكرم
والخليل و نسيتم حتي اولي القبلتين ومسري اخر الانبياء
عليه السلام نسيتم محمد الدره وسناء محيدلي وفاطمه
برناوي نسيتم دماء الشهداء التي سالت وتضحيات الأجداد وتاريخهم المجيد من اجل بنا
مجد لكم ضيعتموه
اى عرب انتم
نيام في قصوركم وتتسكعون في شوارع
اعدائكم تمدونهم بالمال وتاخذون زبالتهم واقصى ماتفعلون تنددون اوتتظاهرون
وحتي هذه اصبحت اندر من اندر شئ في الوجود
ما هذا الذي يحصل ياعرب البترول
تسلمون اسلحتكم لعدوكم ليطعنكم بها وتدفعون اموالكم ثمنا لنفاياته هل العروبة في نظركم خنوع واستسلام وتباكي عن الامجاد التي اظعتموها بفرقتكم ووضع
الحواجز والحدوح بين دويلاتكم والتباهي
بما تملكون وماتشترون وما تدفعون وما تاكلون وما تشربون فاذا لم تجمعكم عروبتكم يجب ان يجمعكم دينكم وهو اقوى منها الف مرة
واذا كانت العروبة انتماء فالدين روحها الدين هو الوجدان لانه يخاطب الروح مباشرة
فانتم من اضاع فلسطين ولم يحتلها الاعداء
الا بتخليكم عنها انتم من قتل الابرياء بصمتكم الطويل انتم من اوصلتم
انفسكم
الي ما انتم عليه اليوم من ذل وهوان وخذلان
دعني اتكلم فقد مللت الصمت عن افعالكم فمصافحة
اعدائكم ومهادنتهم والخنوع لهم والرضوخ لإرادتهم و الاستسلام لأوامرهم وفتح بيوتكم
لعم وإغماض اعينكم عن افعالهم واقوالهم زادتهم قوة وزادتكم ظعفا زادنهم طمعا
وزادتكم تنازلا وجبنا زادتهم غطرسة وزادتكم تخاذلافاى شئ جنبتم من مصافحة ايديهم
القذرة ....
فقلت*** ولكن ما ذكرته لم تقم به الشعوب ولكن
حكامه..
فقالت*** وهل حكامكم ليسوا عربا فخوفكم من ضياع القصور والجواري الحور والدولار
المقبور وغضب ربة الكون التي تعبدون امريكا وقطع الفتات التي ترمي بها لكم هذا ما
جعلكم تتخلفون وتقولون ما لاتفعلون
اجبني....اجبني....اجبني وكان الصمت خاتمة اللقاء