حكاوي "
بنينه" ( 20)
"قفل يا مفتاح"
لم يكتمل انقضاء اليوم الاول على مغادرة العقيد " محمد العباس" في مأمورية الى طرابلس وتسليم زمام القيادة الى العقيد " مفتاح" حتى ظهرت جليه وواضحة بصماته والطريقة التي ستمضي عليها الأمور في المدة القادمة. وبالرغم مما ظننته محاولة لإذابة الجليد بيننا في غذاء يوم الأمس، وتحسن في العلامة التي أصابها التوتر في البداية، الا ان رفضه للطلب الذي قدمته بتحويل احد المرضى الى بنغازي للعلاج أزعجني، وأحسست انه بذلك بداء بفرض إرادته و سيطرته عليّ، بحكم انه الآمر او " الفاتق الناطق" في القاعدة....
... ذلك اليوم طلبت تحويل اثنين، رفض الاول، ووافق على الثاني وهو النقيب " البوليس" او هكذا يسمونه لانه متخرج من كلية الشرطة، وانتقل او نُقل الى الجيش وهو برتبة نقيب.،.. " البوليس" طلب مني المساعدة، وأخبرني عن ظروفه العائلية على انفراد.....
حدثني عن والدته الكبيرة في السن، وهو اصغر ابنائها وهي تعاني المرض ولا أمل في شفائها،... "'البوليس" وكل أهله يود الزواج، ويتمنون ان يتم الامر ووالدته على قيد الحياة، تحقيقا لرغبتها الاخيرة في هذه الدنيا، وهي ان ترى ابنها الأخير او " مصماص الكرشة" متزوجا، قبل ان تلقى وجه ربها....
لم يتبقى على دخول شهر رمضان الا أسبوعين، مما يجعل الامر فيه ضيق، اذ ان معظم الليبيين يحرصون على إقامة الأعراس قبل او بعد شهر رمضان...،.. تعاطفت معه او في الحقيقة مع والدته التي لم يبقى لها الا هذه الأمنية لتتحقق قبل ان يقضي يأتيها الأجل ......
... اسمع يا نقيب" البوليس" انا أودّ ان أساعدك ،... لكن قوللي؛ هل انت مريض،... يعني ما عندك حاجة تشتكي منها،..... خمّن قليلا، ثم أجاب بالنفي،... لا يا دكتور،.. الحق الحق حالي باهي!!!
سألته مرة ثانية،.. يعني لا عندك " كحة"، لا عندك " إسهال"، وإلا عمرك ما عانيت من " دم" في البراز؟...ثم اردفت،... ما ظنيت فيه حد،... ما عانى من قليل من الدم في البراز،... يعني " البواسير"؟..
يبدو انه التقط الخيط!!،... أيه يا دكتور،.. نسيت نقوللك،... " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"... ايه صح زمان لما كنت في الكلية صارت مرة وإلا مرتين،.. ايه صح والله،.. غير أنسيت..........
بس.. بس.. ما عاد تزيد،... انت عندك " البواسير" ولابد من ان تعرض على أخصائي جراحة " مستعجل وفوري"...
أكملت تعبئة نماذج التحويل، وأعطيته الاوراق، وتمنيت له " الثبات والنبات، وطزينة من الأولاد والبنات"،.. وضحكنا،.. وعدى في حال سبيله...
....
مع اني عانيت بشيء من تأنيب الضمير فيما قمت به، وهو تحويل نقيب للعلاج وراحة مرضية بحجة " البواسير"، والحقيقة هي راحة لظروف إنسانية،.. لكن ما هون الامر عليّ هو الدرس القاسي الذي تعلمته من " امراجع"،... وكان يعز عليّ ان لا تتحقق رغبة والدته...
طبعا، كنت أدرك ان حكاية " البواسير" لن يسأل عليها احد، ويعني من الأخير .... بيفحصوه يعني ؟!!!!
شعرت تلك الليلة ان " الفتل تغير"، وان العلاقة مع الأفندي " مفتاح" سيشوبها التوتر والحذر، فها هو ومن اول يوم يرفض اول طلب تحويل منذ ان بدأت في عيادة " السارة"...
أخبرت " بنينه" بما جرى، ففرح كثيرا،....... انصر دينك يا دكتور،... انصر دينك،... والله الا انك راجل!!!
بارك الله في من "جمع بين اثنين"،.....،.. ما كنت أخمن انني بما قلت، فتحت عليه المواجع، وانتظاره الطويل للزواج، وايضاً تشابه حالته، فهو كذلك له أم تنتظر في يوم " عرسه" على أحر من الجمر .......
يا دكتور،... ما فيها ندامة،... انت إنسان وعندك احساس؟!..
أسعدني كلامه، وخفف من شعور الملامة الذي ينتابني بين الحين والآخر....
يا دكتور،... اليوم " خمسطاش" وإلا لا؟!... ايه اليوم 15 ابريل....
اليوم يا دكتور فيها " غيطه"،.. ايوه،..." غيطه".... هم عندهم حفله واحنا عندنا حفله.....
بعد العشاء، كان واضحا انه ابلغ الجميع بما ينوي،... وما ان انتهينا من " البكبوكي" وجبة العشاء المفضلة حتى ساد جو من الحبور والبهجة،.... وبدأت " الغيطه"...
هيييييييييييييييي
كبانية
إقلال الوالي
كبانية
إقلال الوالي
كبانية
إقلال الوالي
...
مو غايب
منهم لا والي
مو غايب
منهم لا والي
او موغايب
منهم لا والي
هييييييييييييييي
.......
هيييييييييييييييي
غير الوقت
اتكا علينا
غير الوقت
اتكا علينا
أوغير الوقت
اتكا علينا
الا هي
الهربه مو لينا
الا هي
الهربه مو لينا
وإلا هي
الهربه مو لينا
هيييييييييييييييييييي
.........................
هيييييييييييييييي
" بنينه"
والمرهون يراجو
" بنينه"
والمرهون يراجو
او " بنينه"
والمرهون يراجو
اجعنهم
كيف اليوم تلاقو
اجعنهم
كيف اليوم تلاقو
واجعنهم
كيف اليوم تلاقو
هييييييييييييييييييي
" بنينه" والمرهون يراجو :: اجعنهم كيف اليوم تلاقو
واستمرت " الغيطه" والكشك والتمجريد لساعات، في جو يسوده الفرح والمرح، افلح في التخفيف من جو الكآبة الذي يسود " السارة" بعد هزيمة " وادي الدوم"، وتجمع عدد كبير، عشرات واذ لم ابالغ ربما مئات من الجنود وحتى الضباط الذين أحسست انهم لم يستطيعوا ان يبقوا بعيدا عن لحظة فرح، قل مثيلها في هذا المكان...
بعد ان انتهت " الفيشطه" وغادر الجميع الى مقراتهم، جلس " بنينه" بجانبي، وعلى وجهه علامات الفرح والسعادة بما لم أراه من قبل،... وبداء يحكي لي عن حلمه وما يتمناه......
"قفل يا مفتاح"
لم يكتمل انقضاء اليوم الاول على مغادرة العقيد " محمد العباس" في مأمورية الى طرابلس وتسليم زمام القيادة الى العقيد " مفتاح" حتى ظهرت جليه وواضحة بصماته والطريقة التي ستمضي عليها الأمور في المدة القادمة. وبالرغم مما ظننته محاولة لإذابة الجليد بيننا في غذاء يوم الأمس، وتحسن في العلامة التي أصابها التوتر في البداية، الا ان رفضه للطلب الذي قدمته بتحويل احد المرضى الى بنغازي للعلاج أزعجني، وأحسست انه بذلك بداء بفرض إرادته و سيطرته عليّ، بحكم انه الآمر او " الفاتق الناطق" في القاعدة....
... ذلك اليوم طلبت تحويل اثنين، رفض الاول، ووافق على الثاني وهو النقيب " البوليس" او هكذا يسمونه لانه متخرج من كلية الشرطة، وانتقل او نُقل الى الجيش وهو برتبة نقيب.،.. " البوليس" طلب مني المساعدة، وأخبرني عن ظروفه العائلية على انفراد.....
حدثني عن والدته الكبيرة في السن، وهو اصغر ابنائها وهي تعاني المرض ولا أمل في شفائها،... "'البوليس" وكل أهله يود الزواج، ويتمنون ان يتم الامر ووالدته على قيد الحياة، تحقيقا لرغبتها الاخيرة في هذه الدنيا، وهي ان ترى ابنها الأخير او " مصماص الكرشة" متزوجا، قبل ان تلقى وجه ربها....
لم يتبقى على دخول شهر رمضان الا أسبوعين، مما يجعل الامر فيه ضيق، اذ ان معظم الليبيين يحرصون على إقامة الأعراس قبل او بعد شهر رمضان...،.. تعاطفت معه او في الحقيقة مع والدته التي لم يبقى لها الا هذه الأمنية لتتحقق قبل ان يقضي يأتيها الأجل ......
... اسمع يا نقيب" البوليس" انا أودّ ان أساعدك ،... لكن قوللي؛ هل انت مريض،... يعني ما عندك حاجة تشتكي منها،..... خمّن قليلا، ثم أجاب بالنفي،... لا يا دكتور،.. الحق الحق حالي باهي!!!
سألته مرة ثانية،.. يعني لا عندك " كحة"، لا عندك " إسهال"، وإلا عمرك ما عانيت من " دم" في البراز؟...ثم اردفت،... ما ظنيت فيه حد،... ما عانى من قليل من الدم في البراز،... يعني " البواسير"؟..
يبدو انه التقط الخيط!!،... أيه يا دكتور،.. نسيت نقوللك،... " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"... ايه صح زمان لما كنت في الكلية صارت مرة وإلا مرتين،.. ايه صح والله،.. غير أنسيت..........
بس.. بس.. ما عاد تزيد،... انت عندك " البواسير" ولابد من ان تعرض على أخصائي جراحة " مستعجل وفوري"...
أكملت تعبئة نماذج التحويل، وأعطيته الاوراق، وتمنيت له " الثبات والنبات، وطزينة من الأولاد والبنات"،.. وضحكنا،.. وعدى في حال سبيله...
....
مع اني عانيت بشيء من تأنيب الضمير فيما قمت به، وهو تحويل نقيب للعلاج وراحة مرضية بحجة " البواسير"، والحقيقة هي راحة لظروف إنسانية،.. لكن ما هون الامر عليّ هو الدرس القاسي الذي تعلمته من " امراجع"،... وكان يعز عليّ ان لا تتحقق رغبة والدته...
طبعا، كنت أدرك ان حكاية " البواسير" لن يسأل عليها احد، ويعني من الأخير .... بيفحصوه يعني ؟!!!!
شعرت تلك الليلة ان " الفتل تغير"، وان العلاقة مع الأفندي " مفتاح" سيشوبها التوتر والحذر، فها هو ومن اول يوم يرفض اول طلب تحويل منذ ان بدأت في عيادة " السارة"...
أخبرت " بنينه" بما جرى، ففرح كثيرا،....... انصر دينك يا دكتور،... انصر دينك،... والله الا انك راجل!!!
بارك الله في من "جمع بين اثنين"،.....،.. ما كنت أخمن انني بما قلت، فتحت عليه المواجع، وانتظاره الطويل للزواج، وايضاً تشابه حالته، فهو كذلك له أم تنتظر في يوم " عرسه" على أحر من الجمر .......
يا دكتور،... ما فيها ندامة،... انت إنسان وعندك احساس؟!..
أسعدني كلامه، وخفف من شعور الملامة الذي ينتابني بين الحين والآخر....
يا دكتور،... اليوم " خمسطاش" وإلا لا؟!... ايه اليوم 15 ابريل....
اليوم يا دكتور فيها " غيطه"،.. ايوه،..." غيطه".... هم عندهم حفله واحنا عندنا حفله.....
بعد العشاء، كان واضحا انه ابلغ الجميع بما ينوي،... وما ان انتهينا من " البكبوكي" وجبة العشاء المفضلة حتى ساد جو من الحبور والبهجة،.... وبدأت " الغيطه"...
هيييييييييييييييي
كبانية
إقلال الوالي
كبانية
إقلال الوالي
كبانية
إقلال الوالي
...
مو غايب
منهم لا والي
مو غايب
منهم لا والي
او موغايب
منهم لا والي
هييييييييييييييي
.......
هيييييييييييييييي
غير الوقت
اتكا علينا
غير الوقت
اتكا علينا
أوغير الوقت
اتكا علينا
الا هي
الهربه مو لينا
الا هي
الهربه مو لينا
وإلا هي
الهربه مو لينا
هيييييييييييييييييييي
.........................
هيييييييييييييييي
" بنينه"
والمرهون يراجو
" بنينه"
والمرهون يراجو
او " بنينه"
والمرهون يراجو
اجعنهم
كيف اليوم تلاقو
اجعنهم
كيف اليوم تلاقو
واجعنهم
كيف اليوم تلاقو
هييييييييييييييييييي
" بنينه" والمرهون يراجو :: اجعنهم كيف اليوم تلاقو
واستمرت " الغيطه" والكشك والتمجريد لساعات، في جو يسوده الفرح والمرح، افلح في التخفيف من جو الكآبة الذي يسود " السارة" بعد هزيمة " وادي الدوم"، وتجمع عدد كبير، عشرات واذ لم ابالغ ربما مئات من الجنود وحتى الضباط الذين أحسست انهم لم يستطيعوا ان يبقوا بعيدا عن لحظة فرح، قل مثيلها في هذا المكان...
بعد ان انتهت " الفيشطه" وغادر الجميع الى مقراتهم، جلس " بنينه" بجانبي، وعلى وجهه علامات الفرح والسعادة بما لم أراه من قبل،... وبداء يحكي لي عن حلمه وما يتمناه......